أعلان الهيدر

الرئيسية صنعاء القديمة تسعى لاستعادة تراثها التاريخي

صنعاء القديمة تسعى لاستعادة تراثها التاريخي





منذ 15 عاما ويقوم يحيى العتمي ببيع الجنابي، أو الخناجر اليمنية، في أحد أسواق صنعاء القديمة.


"لا يمكنني أن أتخيل نفسي خارج أسوار المدينة التاريخية فهي بالنسبة لي مصدر الرزق ومكان العيش والمنتزه المفتوح الذي يأتي إليه الناس من كل حدب"، يقول العتمي للشرفة.

ولكن تواجه صنعاء القديمة راهنا خطر شطبها من قائمة التراث العالمي الإنساني من قبل منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.

وحددت المنظمة مهلة للحكومة اليمنية حتى حزيران/يونيو المقبل ليتم اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية المدينة والتخلص من المخالفات وترميم ما يحتاج إلى ترميم.

وستطلق أمانة صنعاء في حزيران/يونيو حملة وطنية تستمر لمدة ستة أشهر تهدف إلى حماية المدينة القديمة.

وسيتم خلال الحملة إعداد برنامج لإزالة البناء العشوائي وحصر مخالفات البناء، ومعالجة التشوهات العشوائية لشبكة الكهرباء والمياه وتنظيمها بما يتوافق مع الطابع المعماري للمدينة، بحسب ما أعلنه أمين العاصمة عبد القادر علي هلال في 24 نيسان/أبريل.

وأشار هلال إلى أن المخالفين سيحالون للقضاء.

من جانبه لفت وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل منذوق إلى أن منظمة اليونسكو ستناقش خطة عمل قدمتها لها الحكومة اليمنية وذلك خلال جلستها السابعة والثلاثين في كمبوديا الشهر المقبل.

وقال منذوق في حديث للشرفة "إن الوزارة سلمت منظمة اليونسكو خطة إنقاذ صنعاء لتبقى ضمن قائمة المدن للتراث العالمي".

وأكد منذوق أن "تعاون المجتمع المحلي مع الجهات المعنية بالحفاظ على الطراز المعماري للمدينة هو عنصر النجاح لبقاء صنعاء التاريخية في قائمة التراث العالمي".

وأوضح أن خطة الحكومة تتمثل في إزالة البناء العشوائي وترميم المنازل الآيلة للسقوط وإزالة المخالفات، إضافة إلى تحديد وسيلة نقل خاصة بشوارع وأزقّة المدينة التاريخية.

كذلك ترمي الحكومة إلى إصدار قانون المحافظة على المدن التاريخية والذي هو الآن في مجلس النواب، بحسب وزير الثقافة.
مدينة تزخر بالتاريخ

ويعود تاريخ صنعاء القديمة حسب المؤرخين وما ذكر في كتاب التوراة، إلى عهد سام بن نوح، تقول أمة الرزاق جحاف، مستشارة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.

وللمدينة أبواب عدة أشهرها باب اليمن من الجهة الجنوبية والذي كان النافذة التجارية للجنوب، وباب شعوب من الجهة الشمالية وكان منه طريق التجارة إلى الشام في القدم.

وتواصل جحاف حديثها بالقول "لا زالت صنعاء تتمتع بطرازها المعماري وأسواقها المتعددة التي يزيد عددها على 40 سوقا وأبوابها التاريخية، وهذا ما يحتم علينا العمل للمحافظة عليها".

وتعتبر صنعاء القديمة وفقا لجحاف "متحف الهواء الطلق" لما تتميز به من حرف ومشغولات ومنتجات مختلفة موزعة على أسواقها المتعددة التي تعد من أهم المقاصد للمتسوقين من اليمنيين وللسياح.

وتشدد على ضرورة اهتمام السلطات بالحرفيين للحؤول دون انقراض حرفهم على حساب البضائع المستوردة، وبالتالي الحفاظ على قيمة المدينة التاريخية.
مراكز وطنية للحرفيين

وطالبت جحاف الجهات المعنية بإقامة مركز وطني للحرفيين أو هيئة عامة تهتم وتطور الحرف اليدوية التي تعد "جزءا من موروث اليمن" على حد وصفها.

"بعد أن كنا نقوم بصناعة ونقش النحاسات بأيدينا، بتنا نستوردها من الهند الآن"، يقول لطف الصيرفي صاحب متجر لبيع النحاسات في صنعاء القديمة ورثه عن أبيه في ستينيات القرن الماضي.

ويلفت الصيرفي، وهو في الستينات من العمر، إلى أن عدم الاهتمام الرسمي بالحرف اليدوية دفعه إلى بيع المنتجات المستوردة في متجره.

وتتعدد الأسواق في صنعاء القديمة من سوق الحدادة والنجارين إلى سوق الحلي والفضيات والنحاس، وصولا إلى سوق البز (القماش) وسوق العطارة وغيرها الكثير حيث يجد الزائر كل ما يحتاجه داخل سوار المدينة القديمة.

ويقول أستاذ علم التاريخ بجامعة صنعاء، الدكتور غيلان حمود غيلان، إنه "من المهم تسجيل صنعاء تسجيلا أثريا ومعماريا بحيث لن يسمح بإضافة أو تعديل أي شيء في الساحات والمنازل والمتاجر أو حتى في البساتين الخضراء".

ويضيف أنه ينبغي وضع تشريعات رادعة تمنع الناس من ارتكاب أية مخالفات، سواء بحق صنعاء أو المدن الأخرى التي تظل تحت تهديد الشطب من اليونسكو، ومنها مدينة زبيد التاريخية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليمن

يتم التشغيل بواسطة Blogger.